كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {ونعلمه} يقرأ بالنون حملا على قوله: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} ويقرأ بالياء حملا على يبشرك، وموضعه حال معطوفة على وجيها {ورسولا} فيه وجهان: أحدهما هو صفة مثل صبور وشكور، فيكون حالا أيضا، أو مفعولا به على تقدير: ويجعله رسولا، وفعول هنا بمعنى مفعل: أي مرسلا، والثانى أن يكون مصدرا كما قال الشاعر:
أبلغ أبا سلمى رسولا تروعه

فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال، وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب: أي ونعلمه رسالة، فإلى على الوجهين تتعلق برسول لأنهما يعملان عمل الفعل، ويجوز أن يكون إلى نعتا لرسول فيتعلق بمحذوف {أنى} في موضع الجملة ثلاثة أوجه: أحدها جر: أي بأنى وذلك مذهب الخليل، ولو ظهرت الباء لتعلقت برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول: أي ناطقا بأنى أو مخبرا، والثانى موضعها نصب على الموضع، وهو مذهب سيبويه، أو على تقدير: يذكر أنى، ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره ونعلمه أنى قد جئتكم، والثالث موضعها رفع: أي هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا {بآية} في موضع الحال: أي محتجا بآية: {من ربكم} يجوز أن يكون صفة لآية، وأن يكون متعلقا بجئت {أنى أخلق} يقرأ بفتح الهمزة، وفى موضعه ثلاثة أوجه:
أحدها جر بدلا من آية، والثانى رفع: أي هي أنى، والثالث أن يكون بدلا من أنى الأولى، ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف أو على إضمار القول: {كهيئة} الكاف في موضع نصب نعتا لمفعول محذوف: أي هيئة كهيئة الطير، والهيئة مصدر في معنى المهيإ كالحلق بمعنى المخلوق، وقيل الهيئة اسم لحال الشيء وليست مصدرا، والمصدر التهيؤ والتهيؤ والتهيئة، ويقرأ كهية الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها، وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه، والهاء في {فيه} تعود على معنى الهيئة لأنها معنى المهيإ، ويجوز أن تعود على الكاف لأنها اسم بمعنى مثل، وأن تعود على الطير، وأن تعود على المفعول المحذوف {فيكون} أي فيصير، فيجوز أن تكون كان هنا التامة، لأن معناها صار، وصار بمعنى انتقل، ويجوز أن تكون الناقصة، و{طائرا} على الأول حال، وعلى الثاني خبر، و{بإذن الله} يتعلق بيكون {بما تأكلون} يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية، وكذلك ما الأخرى، والأصل في {تدخرون} تذتخرون إلا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا، فأبدلت التاء دالا لأنها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت، ومن العرب من يقلب التاء ذالا، ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر.
قوله تعالى: {ومصدقا} حال معطوفة على قوله بآية: أي جئتكم بآية ومصدقا {لما بين يدى} ولايجوز أن يكون معطوفا على وجيها، لأن ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة {من التوراة} في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين، والعامل فيها الاستقرار أن نفس الظرف، ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل فيها مصدقا {ولأحل} هو معطوف على محذوف تقديره: لأخفف عنكم أو نحو ذلك {وجئتكم بآية} هذا تكرير للتوكيد، لأنه قد سبق هذا المعنى في الآية التي قبلها.
قوله تعالى: {منهم الكفر} يجوز أن يتعلق من بأحس، وأن يكون حالا من الكفر {أنصارى} هو جمع نصير كشريف وأشراف، وقال قوم: هو جمع نصر وهو ضعيف، إلا أن تقدر فيه حذف مضاف: أي من صاحب نصرى، أو تجعله مصدرا وصف به، و{إلى} في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره: من أنصارى مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله، وقيل هي بمعنى مع وليس بشئ، فإن إلى لا تصلح أن تكون بمعنى مع، ولاقياس يعضده {الحواريون} الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل، لأنها ياء النسبة، ويقرأ بتخفيفها لأنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليلا على أصل، كما قرءوا {يستهزئون} مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل، واشتقاق الكلمة من الحور وهو البياض، وكان الحواريون يقصرون الثياب، وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه.
قوله تعالى: {فاكتبنا مع الشاهدين} في الكلام حذف تقديره: مع الشاهدين لك بالوحدانية.
قوله تعالى: {والله خير الماكرين} وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما، والأصل وهو خير الماكرين.
قوله تعالى: {متوفيك ورافعك إلي} كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان بالإضافة والتقدير، رافعك إلي ومتوفيك، لأنه رفع إلى السماء ثم يتوفى بعد ذلك، وقيل الواو للجمع فلا فرق بين التقديم والتأخير، وقيل متوفيك من بينهم ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير {وجاعل الذين اتبعوك} قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام فيكون الكلام تاما على ما قبله، وقيل هو لعيسى.
والمعنى: أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة، فأما يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازى كلا على عمله.
قوله تعالى: {فأما الذين كفروا} يجوز أن يكون الذين مبتدأ {فأعذبهم} خبره ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسره فأعذبهم تقديره فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف، وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له، وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة، ولايجوز أن يقدر الفعل قبل الذين لأن أما لايليها الفعل، ومله {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم} {وأما ثمود فهديناهم} فيمن نصب.
قوله تعالى: {ذلك نتلوه} فيه ثلاثة أوجه: أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره.
والثانى المبتدأ محذوف وذلك خبره: أي الأمر ذلك، ونتلوه في موضع الحال: أي الأمر المشار إليه متلوا، و{من الآيات} حال من الهاء، والثالث ذلك مبتدأ، ومن الآيات خبره، ونتلوه حال، والعامل فيه معنى الأشارة، ويجور أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دل عليه نتلوه، تقديره: نتلو ذلك فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا، و{الحكيم} هنا بمعنى المحكم.
قوله تعالى: {خلقه من تراب} هذه الجملة تفسير للمثل فلا موضع لها، وقيل موضعها حال من آدم، وقد معه مقدرة، والعامل فيها معنى التشبيه، والهاء لآدم ومن متعلقة بخلق، ويضعف أن يكون حالا لأنه يصير تقديره: خلقه كائنا من تراب، وليس المعنى عليه {ثم قال له} ثم هاهنا لترتيب الخبر لالترتيب المخبر عنه لأن قوله: {كن} لم يتأخر عن خلقه، وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخلق، وقد جاءت ثم غير مقيدة بترتيب المخبر عنه كقوله: {فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد} وتقول: زيد عالم ثم هو كريم، ويجوز أن تكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا، ثم قال له كن لحما ودما.
قوله تعالى: {فمن حاجك فيه} الهاء ضمير عيسى، ومن شرطية، والماضي بمعنى المستقبل وما بمعنى الذى، و{من العلم} حال من ضمير الفاعل.
ولا يجوز أن تكون ما مصدرية على قول سيبويه والجمهور، لأن ما المصدرية لا يعود إليها ضمير، وفى حاجك ضمير فاعل، إذ ليس بعده ما يصح أن يكون فاعلا، والعلم لا يصح أن يكون فاعلا، لان من لاتزاد في الواجب، ويخرج على قول الأخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة، والتقدير: من بعد مجئ العلم إياك والأصل في {تعالوا} تعاليوا، لأن الأصل في الماضي تعالى، والياء منقلبة عن واو لإنه من العلو فأبدلت الواو ياء لوقوعها رابعة، ثم أبدلت الياء ألفا، فإذا جاءت واو الجمع حذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها، و{ندع} جواب لشرط محذوف، و{نبتهل} و{نجعل} معطوفان عليه، ونجعل المتعدية إلى مفعولين أي نصير، والمفعول الثاني {على الكاذبين}.
قوله تعالى: {لهو القصص} مبتدأ وخبر في موضع خبر إن {إلا الله} خبر من إله تقديره: وماإله إلا الله.
قوله تعالى: {فإن تولوا} يجوز أن يكون اللفظ ماضيا، ويجوز أن يكون مستقبلا تقديره: يتولوا، ذكره النحاس وهو ضعيف، لأن حرف المضارعة لا يحذف.
قوله تعالى: {سواء} الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة، ويقرأ {سواء} بالنصب على المصدر، ويقرأ {كلمة} بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد {بيننا وبينكم} ظرف لسواء: أي لتستوى الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء، وهو صفة مؤنث، لأنه مصدر وصف به، فأما قوله: {ألا نعبد} ففى موضعه وجهان: أحدهما جر بدلا من سواء أو من كلمة، تقديره: تعالوا إلى ترك عبادة غير الله، والثانى هو رفع تقديره: هي أن لانعبد إلا الله، وأن هي المصدرية، وقيل تم الكلام على سواء ثم استأنف فقال بيننا وبينكم أن لانعبد: أي بيننا وبينكم التوحيد، فعلى هذا يجوز أن يكون أن لانعبد مبتدأ والظرف خبره، والجملة صفة لكلمة، ويجوز أن يرتفع ألا نعبد بالظرف {فإن تولوا} هو ماض، ولايجوز أن يكون التقدير: يتولوا لفساد المعنى، لأن قوله: {فقولوا اشهدوا} خطاب للمؤمنين، ويتولوا للمشركين، وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط، والتقدير: فقولوا لهم.
قوله تعالى: {لم تحاجون} الأصل لما، فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله: {فلم تقتلون} واللام متعلقة بتحاجون {إلا من بعده} من يتعلق بأنزلت، والتقدير من بعد موته.
قوله تعالى: {ها أنتم} ها للتنبيه، وقيل هي بدل من همزة الاستفهام، ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد، وبتليين الهمزة والمد، وبالقصر والهمز، وقد ذكرنا إعراب هذا الكلام في قوله: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون} {فيما} هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، و{علم} مبتدأ ولكم خبره، وبه في موضع نصب على الحال لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه، ولايجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول، فإن علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز، وهو الذي يسمى تبيينا.
قوله تعالى: {بإبراهيم} الباء تتعلق بأولى، وخبر إن {للذين اتبعوه} وأولى أفعل من ولى يلى، وألفه منقلبة عن ياء لأن فاءه واو، فلا تكون لامه واو، إذ ليس في الكلام مافاؤه ولامه واوان إلا واو {وهذا النبي} معطوف على خبر إن، ويقرأ النبي بالنصب: أي واتبعوا هذا النبي.
قوله تعالى: {وجهه النهار} وجه ظرف لآمنوا بدليل قوله: {واكفروا آخره} ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل.
قوله تعالى: {إلا لمن تبع} فيه وجهان: أحدهما أنه استثناء مما قبله، والتقدير: ولا تقروا إلا لمن تبع، فعلى هذا اللام غير زائدة، ويجوز أن تكون زائدة، ويكون محمولا على المعنى: أي اجحدوا كل أحد إلا من تبع، والثانى أن النية التأخير، والتقدير ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم إلا من تبع دينكم، فاللام على هذا زائدة، ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد، فأما قوله: {قل إن الهدى} فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد، وهذا الوجه بعيد لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه، وعلى العامل فيه وتقديم مافى صلة أن عليها.
فعلى هذا في موضع أن يؤتى ثلاثة أوجه: أحدها جر تقديره: ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد.
والثانى أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر.
والثالث أن يكون مفعولا من أجله تقديره: ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد، وقيل أن يؤتى متصل بقوله: {قل إن الهدى هدى الله} والتقدير: أن يؤتى: أي هو أن لا يؤتي، فهو في موضع رفع {أو يحاجوكم} معطوف على يؤتى، وجمع الضمير لأحد لأنه في مذهب الجمع، كما قالوا: {لا نفرق بين أحد منهم} ويقرأ: أن يؤتى على الاستئناف، وموضعه رفع على أنه مبتدأ تقديره: إتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدق، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف تقديره: أتصدقون أن يؤتى أو أتشيعون، ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل وأحد فاعله والمفعول محذوف: أي أن يؤتى أحد أحدا {يؤتيه من يشاء}.
قوله تعالى: {من إن تأمنه} من مبتدأ، ومن أهل الكتاب خبره، والشرط وجوابه صفة لمن لأنها نكرة، وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة وصفة وحالا، وقرأ أبو الأشهب العقيلى {تأمنه} بكسر حرف المضارعة، و{بقنطار} الباء بمعنى في أي في حفظ قنطار، وقيل الباء بمعنى على {يؤده} فيه خمس قراءات: إحداها كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب.
والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها، ولأن الأصل أن لا يزاد على الهاء شيء كبقية الضمائر.
والثالثة إسكان الهاء، وذلك أنه أجرى الوصل مجرى الوقف وهو ضعيف، وحق هاء الضمير الحركة، وإنما تسكن هاء السكت.
والرابعة ضم الهاء وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو، لأنها من جنس الضمة كما بينت المكسورة بالياء.
والخامسة ضم الهاء من غير واو لدلالة الضمة عليها، ولأنه الأصل، ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا للضمة قبلها {إلا ما دمت} ما في موضع نصب على الظرف: أي إلا مدة دوامك، ويجوز أن يكون حالا لأن ما مصدرية، والمصدر قد يقع حالا، والتقدير: إلا في حال ملازمتك، والجمهور على ضم الدال، وماضيه دام يدوم مثل قال يقول: ويقرأ بكسر الدال وماضيه دمت تدام مثل خفت تخاف وهى لغة {ذلك بأنهم} أي ذلك مستحق بأنهم {في الأميين} صفة لـ {سبيل} قدمت عليه فصارت حالا، ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في علينا.
وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال، فيجوز على هذا أن يتعلق بها، وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر، ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا فيكون في ليس ضمير الشأن {ويقولون على الله} يجوز أن يتعلق على بيقولون لأنه بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه، ولايجوز أن يتعلق بالكذب لأن الصلة لا تتقدم على الموصول، ويجوز ذلك على التبيين {وهم يعلمون} جملة في موضع الحال.
قوله تعالى: {بلى} في الكلام حذف تقديره: بلى عليهم سبيل، ثم ابتدأ فقال: {من أوفى} وهى شرط {فإن الله} جوابه، والمعنى: فإن الله يحبهم، فوضع الظاهر موضع المضمر.
قوله تعالى: {يلوون} هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى، ولو أفرد جاز على اللفظ، والجمهور على إسكان اللام وإثبات واوين بعدها، ويقرأ بفتح اللام وتشديد الواو وضم الياء على التكثير، ويقرأ بضم اللام وواو واحدة ساكنة والأصل يلوون كقراءة الجمهور إلا أنه همز الواو لانضمامها، ثم ألقى حركتها على اللام.
والألسنة جمع لسان، وهو على لغة من ذكر اللسان، وأما من أنثه فإنه يجمعه على ألسن، و{بالكتاب} في موضع الحال من الألسنة: أي ملتبسة بالكتاب أو ناطقة بالكتاب، و{من الكتاب} هو المفعول الثاني لحسب.
قوله تعالى: {ثم يقول} هو معطوف على يؤتيه، ويقرأ بالرفع على الاستئناف {بما كنتم} في موضع الصفة لربانيين، ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب فتتعلق بكان ومامصدرية: أي يعلمكم الكتاب، ويجوز أن تكون الباء متعلقة بربانيين {تعلمون} يقرأ بالتخفيف: أي تعرفون، وبالتشديد: أي تعلمونه غيركم {تدرسون} يقرأ بالتخفيف: أي تدرسون الكتاب فالمفعول محذوف، ويقرأ بالتشديد وضم التاء: أي تدرسون الناس الكتاب.
قوله تعالى: {ولا يأمركم} يقرأ بالرفع: أي ولا يأمركم الله أو النبي فهو مستأنف ويقرأ بالنصب عطفا على يقول فيكون الفاعل ضمير النبي أو البشر، ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالى الحركات، وقد ذكر في البقرة {إذ} في موضع جر بإضافة بعد إليها {وأنتم مسلمون} في موضع جر بإضافة إذا إليها.
قوله تعالى: {لما آتيتكم} يقرأ بكسر اللام، وفيما يتعلق به وجهان: أحدهما أخذ: أي لهذا المعنى، وفيه حذف مضاف تقديره: لرعاية ماآتيتكم، والثانى أن يتعلق بالميثاق لأنه مصدر: أي توثقنا عليهم لذلك، وما بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، والعائد محذوف و{من كتاب} حال من المحذوف أو من الذى.
ويقرأ بالفتح وتخفيف ما وفيها وجهان: أحدهما أن ما بمعنى الذى، وموضعها رفع بالابتداء، واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم.